Event
Description
Speech of Professor Salim Daccache, s.j., President of the UAOLB's Council
and President of Saint Joseph University of Beirut, at UNESCO,
كلمة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، رئيس مجلس رابطة جامعات لبنان
ورئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت، في الأونيسكو،
يوم الخميس الواقع في 10 حزيران 2021، في مبنى الأونيسكو
إسمحوا لي بدايةً أن أعبّر عن سموّ مشاعر الشكر والامتنان إليكم جميعًا في منظّمة الأونيسكو للتربية والعلوم والثقافة، بدءًا من المديرة العامّة السيّدة أودري أزولاي Audrey Azoulay، التي مع الوفد المرافق لـها، أسرعت لنجدة بيروت، بيروت منارة العلوم والتعليم العالي والثقافة، يوم وقعت مدينتنا، جميلتنا، ضحيّة الانفجار والدمار، فأطلقت مبادرة "لبيروت" التي قضت بتأسيس صندوق عالمي لمساعدة بيروت على النهوض من كبوتـها. وإلى الأمينة العامّة السيدة كونستازا فارينا Costanza Farina أوجّه الشكر لكثيرين ومنهم سعادة سفير قطر في لبنان ومعالي وزير التربية والتعليم العالي والمدير العامّ لوزارة التربية والسيّدة ميسون شهاب، ومعذرة إن لم أعدّد جميع الأسماء الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرة لهم منّا ألف شكر وتحيّة. وبما أنّنا هنا ببيروت ومن أجل بيروت، فلنحيي من عميق الفكر والقلب أرواح الشهداء والجرحى الذين سقطوا بفعل الانفجار ومنهم من جامعتنا اليسوعيّة، وتبقى أسماؤهم أمانة في أعناقنا.
صحيح أنّ الجامعات، بما تمثّل من عراقة ورسالة ودَور في إعداد وتكوين الرأسمال اللبناني الذي تميّز به وطننا لبنان وهو رأسمال الموارد البشريّة الكفوءة، نالت ما نالته من الأذى والضرر والدمار أحيانًا، وذلك مثل جامعتنا اليسوعيّة في بيروت التي نالها الأذى بكافّة أحرامها، إلى جانب مستشفاها الجامعي أوتيل ديو دو فرانس. إلاّ أنّ جامعتنا نهضت سريعًا من كبوتها ولم تكن تستطيع انتظار مختلف الإجراءات والطرق المتّبعة في منظّمة الأونيسكو للمساعدة في إصلاح ما تكسّر وإعادة إعمار ما تهدّم، فكان من صالحنا، إعادة فتح أبواب الجامعة لاستقبال الطلاّب قبل الموجة الثانية من الوباء الذي لم يسعفنا في التعليم الحضوري وذلك لمدّة أشهر من الزمن. إلاّ أنّنا نحيي المنظّمة على انتباهها بحيث عرضت علينا وهنا أتكلّم عن جامعتنا بتجديد بعض الأثاث والأجهزة المعلوماتيّة وغيرها وقد تضرّرت أو أصابـها التلف بسبب الانفجار الآثم وهذا اكتشفناه رويدًا رويدًا مع مجموعة المهندسين والاختصاصيين الذين عملوا ويعملون على إعادة تشغيل تلك الأجهزة. فباسمي وباسم الجامعة أشكر مجموعة المانحين الذين بواسطة منظّمة الأونيسكو سوف يساعدون الجامعة على تجديد الأدوات والأجهزة التي تضرّرت بفعل الانفجار العصف الذي تلاه، وسوف يستفيد أكثر من حَرَم من هذه المساعدة على مستوى الأجهزة المعلوماتيّة والتبريد والستائر ومناعة الأبنية والسطوح من تسرّبات المياه.
أيّها الأعزّاء،
نحن نطلق النداء باتّجاه منظّمة الأونيسكو اليوم للمساعدة على الأقلّ المعنويّة والماديّة إن أمكن وذلك على ثلاثة مستويات:
الأوّل هو المساعدة في تثبيت شبيبتنا في أرضهم ووطنهم بحيث يستمرّون بالثقة في مؤسّساتهم الجامعيّة والتعليم العالي بشكل خاصّ. فهذه المؤسّسات يجب أن تبقى قويّة ليشعر التلامذة في المدارس وهم على مشارف الانتهاء من دراستهم الثانويّة أنّ الجامعة في لبنان، وتلك المعروفة بمستوى شهاداتها العالي التي لـها موقعها في لبنان والعالم، هي قويّة وستبقى منيعة وثابتة ورائدة في رسالتها التربويّة الأكاديميّة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. ويعرف اللـه عزّ وجلّ كم أنّ طلاّب جامعتنا هبّوا لمساعدة العائلات المنكوبة بفعل 4 آب والكوفيد والأزمة الماليّة، فرأيناهم يوزّعون المأكولات والأدوية والمساعدات وهم لا يزالون حتى اليوم يقومون بهذه الخدمة.
الثاني إقناع بعض الجامعات خصوصًا في أوروبا بالتوقّف عن قنص طلابنا بحيث يغرونهم بالمال والعتاد وبالتالي يعملون على إفراغ هذا الوطن من مقوّمات استمرار مؤسّساتنا في تأدية رسالتها. وطلاّبنا يقولون لنا إنّهم مجبرون على ذلك لأنّه ليس لديهم المال لدفع أقساطهم وبالتالي هم بحاجة إلى المنح التعليميّة ليستمرّوا بتأمين تعلّمهم في وطنهم وجامعاتهم التي لم تتردّد يومًا في تأدية رسالتها.
وثالثًا إنّ الحالجة هي ماسّة على مستوانا على الأقلّ لدعم كل ما هو في باب المعلوماتيّة من الأجهزة والبرامج والصحائف والكتب والمجلاّت الإلكترونيّة وهذا يشكّل على الأقل أربعين مئة من موازنة المشتريات السنويّة اليوم في الجامعة نظرًا إلى ضرورة تأمينها للطلاّب والأساتذة والباحثين.
عندما ننادي منظّمة الأونيسكو فإنّما نعتبرها الحاضنة للثقافة والعلوم والتربية، ومن هي الأدوات التي تؤمّن العلم والتربية والثقافة وعلى الكفاءات والمهارات سوى مؤسّسات التعليم العالي التي تعرّف عن نفسها قولاً وفعلاً بأنّها صاحبة رسالة وطنيّة ومن دون ربح وتوزيع الأرباح.
شكرًا لكم ودمتم أيّها الأصحاب ذخرًا لنا وعمّالاً من أجل التربية والثقافة الإنسانيّة.